السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كريمة بين العقرب والأفعى أبطال القصة : سالم ، كريمة، قاسم (الأخ ) ، العقرب (زوجة الأخ)، الأفعى (زوجة سالم الثانية)، عادل
(سالم) بدأ مشوار حياته بسيط ، من عائلة متوسطة الحال ، كانوا يعيشون في
بلدة تبعد عن العاصمة مايقارب الساعتين في وقتنا الحاضر ، ولاكن أحداث
القصة كانت أكثر من عشر سنوات ، فكان الطريق يأخذ أكثر من نصف يوم .
أحداث قصة كريمة في كل صباح يقوم سالم باكرا لذهاب لعمله ، كان يعمل سائقا ، كان هدفه
توفير لقمة العيش لأبنه ،وزوجته كريمة التي كانت تقوم بواجبات الزوجة على
أتم وجه ،فكانت تقوم بترتيب المنزل وتنظيف وتحضير طعام الغداء إستعدادا
لإستقبال زوجها العائد من العمل مرهقا ليتناول الغداء ، وينامون لعدة دقائق
حتى يحين موعد العصر، يبقى سالم في مزرعته المتواجدة في المنزل حيث يقوم
بالري وتربية الغنم وغيرها ، كريمة تجلس مع نساء البلدة يتبادلن الأحاديث
عن البلدة وعن أسرهن وبيوتهن وغيرها من أمور النساء .
وبعد غروب الشمس يذهب سالم للصلاة بالمسجد ، وبعد الصلاة يتبادل سالم
الأحاديث مع أخيه قاسم ومع رجال البلدة ، وبعدها يتوجه الى المنزل
يتناولون العشاء وينامون ، وكانت أيامهم جميلة وحياتهم سعيدة .
وفي يوم من الأيام وعندما كانت كريمةتجلس مع النساء ،حضرت معهن زوجة قاسم
العقرب ، وأخذت تذم وتغتاب النساء ، فكانت غير محبوبة بين نساء البلدة عكس
كريمة التي كانت رمز المحبة والطيبة . تحدثت العقرب
وقالت لكريمة : أيتها السوداء ، حديثنا عن أمك وأخوتك في بلد السود
( كريمة ليست من نفس البلد ، لقد كانت من بلاد بعيدة، لم تكن كريمة سوداء
كما قالت العقرب ، ولكنها حنطية لونها مائل للأسمر ، كانت ملامح وجهها
بديعة ورائعة ، بالإضافة الى جمال أخلاقها الرفيعة ، اتت الى البلدة مع
أمها في زيارة لأهل أمها ، وتزوجت من سالم وعادت أمها الى بلادها بعد أن
تطمنت ان أبنتها في بيت زوجها ).
أستاءت جميع النسوة من كلام العقرب ، وتبين ذلك بعد أن ردت عليها إحدى
النساء وشتمتها لما قالته ، ولكن كريمة هدأت الجو بعد ما ردت عليها
وقالت : إن أهلي بخير ، وبلد السود بسواد وجوههم قلوبهم بيضاء ، والله
عندما يحاسب الخلق لا يحاسب سواد الوجوه ولاكن يحاسب على سواد القلوب ،
إرتسمت على شفاه النساء ابتسامات على إنتصار الطيب على الشرير ، ولاكن
الشر توهج في قلب العقرب واذدادت حقدا وكرها على كريمة، وقامت بعد أن ملىء
وجهها الحقد ، وكأنها تضمر الشر لها .
توجهت العقرب الى زوجها تبكي وتخبره بأن زوجة أخيه أهانتها ولطخت سمعتها
وشتمتها أمام النسوة ، وما إن رأى قاسم زوجته على حال البكاء والصراخ ،حتى
ركض الى أخيه سالم في مزرعته ليخبره بما حصل وأن هذه المرأة لا تناسبه
لأنها سبت عائلتهم وقامت بالشتم أمام النسوة ، وهذا مخالف للعائلة التي
تعتبر كريمة غريبة عن العائلة .
سمع سالم كلام أخيه ،وأخبره بأنه سوف يقوم بتأديبها فور وصولها الى المنزل ،
وكان سالم من النوع العصبي جدا والغير متفهم ، فرح قاسم بعد أن تأكد أن
أخيه سينتقم له ، وعاد أدراجه وهو سعيد لانه يعلم بمزاج أخيه المتقلب ،
وتركه ينتظر زوجته على أحر من الجمر لكي ينتقم لأخيه .
عادت كريمة الى المنزل ،وفي طريقها تحس بأن شيء سيحصل لأنها تعلم بأن
العقرب ستخبر زوجها الذي صار خادم لها يسمع كلامها حتى لو كانت على خطأ ،
ويتقبل إهاناتها له ،ولا يتجرأ بالصراخ أمامها ، فقد كانت هي سيدة عليه
تحركه يمينا ويسارا كما تشاء ، وعند وصولها للمنزل تأكدت من حدسها بعد أن
رأت وجه زوجها المتفحم والممتلىء بالشر ،وعيناه اللتا زرعتا الخوف في قلبها
، وناداها
وقال : ياساقطة ، كيف تجروءين على شتم العائلة أمام النساء ، كيف يمكنكي
أن تزرعين الشر في العائلة التي لا تنتمين لها ، إنها عائلة مشرفة ليست مثل
عائلتك القذرة ،
وقام بشتمها بكلمات عديدة حتى نزلت دموع الحزن من عينيها ، كيف إستطاعت
العقرب تغير زوجها ؟؟وماذا قالت ؟وكيف يشتمني زوجي بهذه الكلمات التي لم
يسبق له أن قالها لها ؟؟؟ والدموع تنهمر من عينيها ، وبعدها تقرب منها أكثر
وصفعها بقوة ، حتى سقطت على الأرض متوجعة من ألم الصفعة ، وبعدها تركها
ورحل .
بكت كريمة طوال الليل على ما فعله زوجها ، لهذا الحد تستطيع العقرب أن تفعل
ولماذا ؟؟ أخذت تفكر حتى أشرقت الشمس ،فكانت عيناها من السهر والبكاء
متورمتان ، ووجها من حرارة الصفعة متحمر ، بادت تلك الليلة أسوأ ليالي
التي عاشتها كريمة بعد أن تركتها أمها ، لم يكن لديها أحد فأخوتها
وأخواتها يعيش كل من هم في منطقة تبعد أميالا عن البلدة التي تعيش فيها
ومنهم من يعيش في العاصمة ، وكان الإتصال بينهم قليل جدا .
فرحت العقرب بما سمعته من زوجها بما فعله سالم ، وتوعدت في نفسها أن تغير
حياة كريمة ، وتجعلها تعيش حياة مذلة وإهانة ، فقامت بمحاولات عديدة لكي
تنفذ الوعد الذي قطعته على نفسها ، فقامت بالغيبة والنميمة والكلام السيء
والمنبوذ والسخرية وكل ما هو سيء لتنشر في البلدة أنها غير صالحة بأن تكون
زوجة . وأسوأ بما فعلته بأن تركت رسالة أمام البيت تخبر بها سالم أن زوجته
غير جميلة وأنه من المفروض أن يتزوج فتاة من سنه ( كانت كريمة تكبره بعدة
سنوات) ، فعليه أن يراجع نفسه وأن الفتيات في البلدة كثيرات ، وأن أولاده
عندما يكبرون سوف يحملون صفات أمهم ، وقامت بكتابة الرسائل وإرسالها ،وأيظا
كانت ترسل زوجها وتشحنه بالكلام الذي به يضغط على أخيه بالزواج بأخرى ،
وتم تحقيق مرادها .
في البداية قام سالم بتعذيب كريمة فكان يأخذها من الصباح الى منطقة خالية
ويتركهاالى مغيب الشمس لا طعام ولا شراب crying2: ........
يتبع ،،،،،،،